القاهرة (رويترز) - وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يوم الخميس الحصار المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي وقال ان المحاولات الأمريكية لتقويض حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تأتي بنتائج عكسية.
وقال كارتر الذي كان يتحدث في الجامعة الامريكية في القاهرة بعد أن أجرى محادثات مع اثنين من قادة حماس في غزة ان الفلسطينيين في غزة "يموتون جوعا" ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الافريقية.
وقال كارتر "تلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة.. انها جريمة... وأظن أن استمرارها أمر بغيض."
وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة معظم الوقت منذ أن سيطرت حماس عليه في يونيو حزيران العام الماضي ولا تسمح بدخول شيء غير الامدادات الاساسية.
ولم تقبل اسرائيل مقترحات حماس لهدنة تشمل انهاء الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اسرائيل مقابل انهاء الهجمات الاسرائيلية ضد أعضاء حماس في غزة والضفة الغربية. ويقول مسؤولون اسرائيليون ان الهدنة ستساعد حماس على إعادة تسليح نفسها.
وقال كارتر ان اسرائيل والولايات المتحدة حليفتها تسعيان لجعل الحياة في غزة أسوأ من الضفة الغربية حيث تسيطر حركة فتح المنافسة لحماس.
وأضاف كارتر "أظن أنه من الناحية السياسية فقد ادى هذا الى تقوية شعبية حماس وأضر بشعبية فتح." وهو عكس ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه.
وقال كارتر الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها اسرائيل مع مصر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في السبعينات ان زعماء حماس الذين اجتمع معهم الى الآن أبلغوه انهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع اسرائيل يتوصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح من خلال التفاوض اذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.
وتقول اسرائيل والولايات المتحدة انهما ترفضان التعامل مع حماس ما دامت الحركة ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ونبذ العنف.
لكن كارتر قال انه لابد من إشراك حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في عام 2006 في أي ترتيبات قد تؤدي الى السلام.
وأضاف كارتر "أحد الأسباب التي كانت وراء رغبتي في المجيء والاجتماع مع السوريين وحماس هي أن أُقدم مثالا يمكن أن يحتذيه آخرون ... أعرف أن هناك بعض المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية مستعدون تماما لأن يجتمعوا مع حماس وربما يحدث ذلك في المستقبل القريب."
والمحادثات التي أجراها كارتر في القاهرة كانت مع محمود الزهار وسعيد صيام وهما قياديان في حماس في غزة.
ولم يتحدث أي منهما مع الصحفيين.
ووصل الزهار وصيام للقاهرة يوم الاربعاء بعد أن رفضت اسرائيل السماح لكارتر بدخول غزة.
واجتمع كارتر بالفعل في وقت سابق مع أحد قادة حماس في الضفة الغربية ومن المتوقع أن يجتمع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق.
واجتمع كارتر في وقت سابق يوم الخميس مع الرئيس المصري حسني مبارك. ولم يتسن الحصول على تفاصيل عن الاجتماع من أي من الطرفين.