قصة الصحابي أبو الدحداح
هذا الصحابي كان من الأغنياء.. وكان له بستان من أعظم بساتين المدينة.. البستان فيه ستمائة نخلة..
تخيل كم من المسافات تمشي في ظل هذا النخيل الكثير!!
كان ذاهبا لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم إذا بآية تتنزل عليه
{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [البقرة: 245]. فتعجب وسأل النبي صلى الله عليه وسلم:
أو يرجو الله تبارك وتعالى منا القرض؟؟.. فقال نعم يا أبا الدحداح..
فقال: يا رسول الله أمدد يديك.. فمد الرسول صلى الله عليه وسلم يديه
فوضع أبو الدحداح يديه في يد النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
يا رسول الله بستاني الذي أملكه هو قرض مني لله عز وجل..
وأخذ بعضه ومشى!!.. كيف استطاع أن يفعل ذلك؟..
طبعا هو لم يفعل ذلك إلا ليرضي الله عز وجل.. اقرب أبو الدحداح من البستان فوجد ابنه بالداخل وزوجته فناداها: يا أم الدحداح..
قالت: لبيك زوجي..
قال اخرجي من البستان أنت والغلام.. لقد صار البستان قرضا لله تبارك وتعالى..
فخرجت فورا.. لدرجة أن الولد كان في فمه تمرة فأخرجتها من فمه
لأنها ليست من حقهم الان فقد أصبحت لله سبحانه وتعالى...
يعني لم تنكّد عليه معيشته ولم يتحايل عليها ولكن الأمر كله لله سبحانه وتعالى وفي سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى يهون كل شيء ويبذل الإنسان كل شيء..
الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة
قصته ببساطة.. أنه خرج مع جيوش المسلمين لمحاربة الرومان
فأسر عبدالله بن حذافة .. ومجموعة كبيرة ممن كانوا معه في المعركة..
وهذه المعركة كانت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
وأخذ عبدالله الصحابي الجليل ومجموعته حوالي مائة أو يزيد الى ملك الروم.. فوقف ملك الروم وسألهم هل بينكم أحد من من شهد النبي؟.. ويقصد هل رأى أحد منهم النبي صلى الله عليه وسلم..
فقالوا له الرجل الوحيد الذي قابل النبي هو عبدالله بن حذافة رضي الله عنه.. ووقف ملك الروم أمام عبدالله بن حذافه يغريه بالدنيا.. ويفاوضه قائلا إني أريد أن أشركك في الملك ولكن تترك دينك..
فقال عبدالله : لا والله لو أعطيتني كنوز الدنيا كلها لا أترك ديني..
فقال الملك سأعذبك وتضرب بالسهام.. وإذا بالسهام تقع بجانبه في كل مكان والرجل لا يتحرك.. فتعجب ملك الروم من ثبات الرجل..
واستخدم أسلوبا آخر للتعذيب فقال: أوقدوا نارا واملؤها بالزيت ويغلي الزيت فقال أحضروا اثنين أمام عبدالله..
وفاوضوا عبدالله أتترك دينك الى ديني فقال: لا.. فقال: خذوه وافعلوا به كما فعلتم بالاثنين الأسرى فأخذوه ووقفوا أمام النار.. واستعدوا لألقائه في الزيت فبكى عبدالله..
ففرحوا وعادوا مسرعين لملك الروم لقد بكى.. قال: فأتوني به فقال له: أراك بكيت إذا ادخل في ديني واترك دينك..
قال لا والله.. فتعجب الملك وسأله فلم بكيت قال:
بكيت لأن لي نفسا واحدة ستموت في سبيل الله وأن من حبي لله كنت أتمنى لو أن لي بعدد شعر جسدي أنفس تخرج واحدة بعد الأخرى في سبيل الله.
نموذج آخر.. سيدنا عبدالله بن جحش..
احد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد وقف عبدالله بن جحش وسيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنهما..
فقال سعد بن معاذ لعبد الله سوف أدعو وتؤمن على دعائي وبعدي تدعو أنت وأؤمن على دعائك فوقف عبدالله بن جحش..
فبدأ سعد بن معاذ يدعو فقال اللهم إني أسألك أن ترزقني غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله
كانت هذه هي دعوة سعد بن معاذ فقال عبدالله آمين.. وتأمل دعوة عبدالله بن جحش.. دعوة يبتغي بها مرضاة الله عز وجل.. قال
اللهم إني أسألك أن ترزقني غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ( حتى لا يموت بلا ثمن) .. ولكن هذا الشيء ليس كافيا ليرضى عنه ربه في رأيه.. فيبقر بطني ويقطع أذني ويجدع أنفي فآتيك هكذا يوم القيامة فتقول لي..لم حدث ذلك لك يا عبدالله فأقول.. من أجلك يا رب فتقول لي صدقت..
ما الذي يريده هذا الرجل.. لا يكفي أن يكون ولكن يريد أن تقطع جثته أجزاء متناثرة.. وقد يكون هذا الكلام صعب جدا صحيح ولكن هناك من فكر بهذه الطريقة حتى يرضي ربه.. رضي الله عن عبدالله بن جحش..
فيقول سعد بن معاذ: فتبعته ولم أصرف عنه بصري طوال المعركة يقول سعد بن معاذ فوجدته قد بقرت بطنه وقطعت أذنه وجدعت أنفه..
وبجواره اثنين من الكفار قتلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صدق الله فصدقه الله...