الإجهاض المتكرر
Recurrent Abortion
إن الإجهاض المتكرر هو مشكلة متشعبة لها علاقة بعدد من الحالات المرضية:
عيوب بالكرموسومات الوراثية.
الاجسام المضادة للفوسفات الدهنية.
عيوب الرحم التشريحية وتتضمن العيوب الخلقية (الحاجز الرحمي و الرحم ذو القرنين) وأيضا العيوب المكتسبة (الأورام الليفية تحت بطانة الرحم وكذلك الإلتصاقات داخل الرحم).
عدم إحكام أو ضعف عنق الرحم.
تكيسات المبيض.
زيادة إفراز هرمون ليوتين.
نقص إفراز هرمون البروجيسترون خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية.
الإصابة الميكروبية.
الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
انعدام الأجسام المضادة لمورثات الزوج.
زيادة المشاركة في المورثات البشرية الموجودة علي الكريات الدموية البيضاء(HLA).
العوامل المسببة للإجهاض خلال الأشهر الثلاث الوسطي للحمل قد تختلف عن تلك المسئولة عن الإجهاض خلال الأشهر الثلاث الأولي.
بعض الحالات مثل عيوب الرحم التشريحية وعدم إحكام عنق الرحم والإصابة الميكروبية هي أسباب معروفة للإجهاض خلال الأشهر الثلاث الوسطي للحمل . ونادرا ما تسببه خلال الأشهر الثلاث الأولي.
من ناحية أخري فالأجسام الموجودة في حالة مرض الذئبة الحمراء قد تسبب الإجهاض خلال الأشهر الأولي أو الوسطي للحمل. ويتضح مما سبق أن الفحوصات الدقيقة ضرورية لإثبات وجود العامل المسبب للإجهاض.
ونظرا لأن المشكلة متشبعة ولها العديد من الأسباب فإن هناك العديد من الاختبارات الضرورية. والطريقة المثلي هي وضع نتائج الاختبارات في صورة جداول مع إلقاء الضوء علي النتائج الغير طبيعية.
هناك عدد من الفحوصات كان من المعتاد إجراءها أصبحت الآن في حكم الملغاة مثل: البحث عن الأجسام المضادة لمورثات الزوج، تحديد نوع المورثات البشرية الموجودة علي الكريات الدموية البيضاء، مسحة من بطانة الرحم لميكروب كلاميديا، الدارسات الفيروسية وتشمل إجراء مسح لمجموعة TORCH، سكر عشوائي، فصيلة الدم، مسح لاكتشاف وجود أجسام مضادة ذاتية، اختبار وظائف كلي.
تشخيص عدم احكام عنق الرحم أو ضعفه يتضمن مشكلة وفقا لما أقرته الكلية الملكية البريطانية لأمراض النساء والتوليد لإنه يعتمد أساسا علي التاريخ المرضي للحالة من حيث حدوث حالات إجهاض سابقة خلال الأشهر الثلاث الوسطي للحمل. وعادة ما تحدث في غياب انقباضات رحمية ملحوظة.
الأشعة بالموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل قد تساعد لملاحظة الملامح المبكرة لضعف عنق الرحم مثل قصره أو وجوده علي شكل قمعي لكن الأشعة بالموجات فوق صوتية أو بالأشعة العادية وجد أنهما غير مجديتان لتشخيص عدم إحكام عنق الرحم قبل الحمل.
بينما أنه ليس من الضروري دائما القيام باجراء الفحوصات كاملة، فإنه لابد أن يؤخذ في الاعتبار أن الأسباب المرضية قد تكون مزدوجة. مثلا وجود حاجز رحمي مع عدم إحكام عنق الرحم أو زيادة في إفراز هرمون ليوتين مع متلازمة وجود الأجسام المضادة للذئبة الحمراء. وبالمثل أيضا لمرضي العقم حيث أنه قد توجد أسباب مرضية في أنابيب فالوب مع وجود اضطراب بالمبايض أيضا.
العيادات المتخصصة لعلاج الإجهاض المتكرر :
السيدات اللاتي تعانين من الإجهاض المتكرر يحتجن إلي سرد التاريخ المرضي وافيا واجراء فحوصات دقيقة مع المشورة والتفسيرات الواعية. السيدات اللاتي تحملن مرة أخري لابد أن تقدم لهن الرعاية الصحية والمتابعة بصفة دورية أسبوعيا مع إجراء فحص أشعة بالموجات فوق الصوتية مبدئيا من أجل طمأنه المريضة وهذا يعد جزء من برنامج العلاج (الرعاية النفسية).
ومع ذلك فإن الإجهاض ما يزال مشكلة تحدث بالرغم من الرعاية والعلاج. ومن المعروف أن العلاج التحفظي لبعض حالات الإجهاض له نفس نتائج عملية التفريغ الجراحي. كما أن العلاج التحفظي لا يبدو أنه يؤثر علي الخصوبة مستقبلا بل علي العكس ربما يقلل من حدوث التصاقات داخل الرحم.
الإجهاض المتكرر الغير مفسر:
لا يوجد سبب واضح للإجهاض في ما يقرب من نصف عدد المرضي ولذلك لا يوجد علاج محدد لمثل هذه الحالات باستثناء الطمأنة والرعاية النفسية. وفى الدراسة التي قام بها ستراي بيدرسون عن الرعاية النفسية للحوامل فإنه قد يكون شابها درجة من الانحراف حيث أن مرضي الدراسة المقيمين بالقرب من المستشفي هم فقط الذين لاقوا رعاية نفسية. ومع ذلك فإن في دراسة حديثة لكليفورد وآخرين سنة 1997 أثبتت أن الرعاية المبكرة أثناء الحمل لها تأثير ملحوظ مفيد علي نتيجة الحمل وأن نسبة حدوث الإجهاض بين اللاتي تلقين الرعاية اللازمة مقارنة بهؤلاء اللاتي لم ينلنها تكون 51:26 % علي التوالي. لذا أصبح مقبولا الآن أن الرعاية النفسية تكون مصحوبة بنقص واضح في معدل الإجهاض مقارنة بتلك المجموعة التي تلاقي الرعاية المعتادة.
الرعاية النفسية يجب أن تتضمن الأتي:
الرعاية التى تقدم في عيادة متخصصة.
المساندة النفسية.
الوصول بسهولة لاتصال شخصى مع الطبيب المعالج.
الفرصة الكافية لمناقشة الأمور المقلقة .
المتابعة عن قرب بما يتضمن إجراء الأشعة بالموجات فوق الصوتية خلال الأشهر الثلاث الأولي للحمل.
طمأنة المرضي بصورة سليمة.
طاقم العمل يجب أن يكون مهتم بالرعاية والمساعدة وألا يكون منعزلا.
العلاج ذو القيمة الفعالة:
وبعيدا عن الرعاية النفسية السالف ذكرها والتي لها دور فعال خاصة مع السيدات اللاتي تعانين من الإجهاض المتكرر الغير مفسر، فإن عددا من أنواع العلاج تبين أنه يحسن من نتيجة الحمل مثل:
حقن مادة الهيبارين تحت الجلد سواء مع أو بدون استعمال الأسبرين قد يكون مفيدا في حالات متلازمة وجود الأجسام المضادة للذئبة الحمراء أو تلك آلتي أثبتت التحاليل أنها موجودة بالنظر لوجود الأجسام المضادة لمادة كارديوليبين.
ربط عنق الرحم يكون مفيدا في حالات الإجهاض خلال الأشهر الثلاث الوسطي للحمل المصحوبة بعدم إحكام عنق الرحم.
المنظار الرحمى أو الجراحة التقليدية لتجميل الرحم يحسن من نتيجة الحمل في حالات الإجهاض المتكرر خلال الأشهر الثلاث الوسطي للحمل المصحوبة بوجود حاجز رحمي أو الرحم ذو القرنين.
وكذلك فإن فائدة استئصال الورم الليفي في السيدات اللاتي تعانين من الإجهاض خلال الأشهر الثلاث الوسطى للحمل المصحوبة بوجود ورم ليفي تحت بطانة الرحم أو بداخل عضلات الرحم نفسها هي فائدة غير مؤكدة بالرغم من وجود تقريرين سابقين يفترضان التأثير الإيجابي للجراحة خاصة في الحالة الأخيرة.
وبوجه عام فإن العلاج الجراحي ينبغي أن يكون بصفة فردية وغير معمم ويعتمد علي التاريخ المرضي ويكون تبعا لتشاور سليم.