"فتشنى فتش" .. تلك هى ادل الكلمات التى تفسر علاقة المواطن برجل الشرطة وهذا ما يراه ايضا عقيد الشرطة السابق والمحامى الحالى عمر عفيفى والذى نجح بعد معركة طاحنة مع اجهزة الامن وغيرها فى نشر كتابة المميز "عشان متنضربش على قفاك".
الكتاب يرد وببساطة شديدة على كل الاسئلة التى يمكن ان تتعرض لها من رجل شرطة سواء كان محق فيها اوغير محق فعلى سبيل المثال ماذا تفعل لو صادفك كمين وقال لك ضابط الشرطة ..بطاقتك؟ وهل من حقه ان يفتش سيارتك او يفتش زوجتك ومتى تسمح له بدخول بيتك والاهم من ذلك هل يمكن ان تقول لضابط الشرطة ..بطاقتك؟
اسئلة كثيرة ومواقف عديدة يطرحها الكتاب ويمدك بالاجابات الوافية عليها لكن الاهم من ذلك ان الكاتب اختار لغة بسيطة وسهلة للغاية لكتابة بحيث يمكن لأى شخص ان يفهمها حيث جاء الكتاب باللغة العامية البحتة وباسلوب سهل جدا.
لكن من هو عمر عفيفى؟ وماهى حكايته مع الشرطة وما قصة كتابه الذى اثار جدلا واسعا الايام الماضية؟
مصراوى التقى العقيد عمر عفيفى وسأله عن نفسه وعن كتابه فقال: على مدى عشر سنوات كاملة عملت ظابط شرطة فى العديد من اقسام الشرطة فكنت رئيسا لمباحث الزمالك وضابط بمباحث المخدرات بالقاهرة وضابط بادارة مكافحة النشل ثم عملت بمصلحة السجون لكن كان من الصعب علىّ ان ارى شخصا يظلم او انسان تنتهك كرامته.
ويضيف: اختلفت كثيرا مع رؤسائى بالعمل وفضلت ان اعمل فى المطافى على ان اظلم شخصا لايستحق منى ذلك وبالفعل تم نقلى الى المطافى وكنت اشعر بسعادة كبيرة فى هذه الادارة كنت اشعر انى اقدم خدمة حقيقية للناس وفى احد الايام واثناء اخماد حريق باحدى العمارات بميدان الاوبرا اصبت اصابات خطيرة نظرا لعدم توافر الاجهزة اللازمة لعمليات الاطفاء وبلغت نسبة اصابتى 50% وفصلت بعدها فقررت على الفور العمل بالمحاماة.
ويستطرد: اثناء رحلتى مع الشرطة او المحاماة اكتشفت ان هناك امية حقوقية وقانونية متفشية فى المجتمع المصرى بشكل كبير، الناس تتحدث عن طلاسم مثل الحقوق السياسية والتعذيب فى الوقت الذى يتعرضون فيه يوميا الى انتهاكات من رجال الشرطة سواء من امناء الشرطة او الضباط او حتى المخبرين ومع ذلك لايتحدثون ولا يتكلمون بسبب جهلهم بالقانون.
ويؤكد عفيفي ان انتهاكات الشرطة مبنية على اساس جهل المواطن بحقوقه التى اقرها لها القانون .. فبسهولة يمكن لاى امين شرطة ان يستوقف اى شخص ويسأله عن بطاقته او يطلب منه تفتيش سيارته وغير ذلك فالثقافة العامة الحاكمة لعلاقة المواطن برجل الشرطة هى ثقافة "فتشنى فتش " لذلك شعرت ان من واجبى توعية الناس بحقوقهم.
ويضيف: انا لدى خبره كبيرة بالعمل الشرطى وبالقانون فى نفس الوقت فكرت على الفور فى تقديم حلول عملية للمشكلة القائمة ورفضت ان اكتفى بطرح المشكلة فقط فقمت بجمع كل التساؤلات التى تدور فى اذهان الناس حول العلاقة برجل الشرطة.
كنت اقوم بجمع اسئلتى من الناس على المقاهى وداخل الاتوبيسات وفى الشارع وبدأت فى جمعها فى كتاب باللهجة العامية بحيث يفهمها اى شخص لكن عنما قررت طباعتها واجهت مشكلات عديدة مع الامن فقد مارسوا علىّ ضغوطا عديدة ورفضت دور النشر طباعة الكتاب تحت الضغوط الامنية فضلا عن اننى منعت من استكمال حلقاتى التى كنت اقدمها مع الاعلامى عمرو اديب فى برنامج القاهرة اليوم وكنت اشرح فيها الحقوق القانونية للمواطن عند تعرضه لاى تجاوز من رجال الشرطة.
ويستطرد: بعد الحلقة الثانية اتصل الامن بى وطلب عدم استكمال الحلقات وبعد منعى من البرنامج اصررت على طباعة الكتاب مهما كانت المخاطر والتحديات.
وبمبدأ" مبروم على مبروم ميلفش "تعاملت مع الضغوط الامنية فأنا ضابط سابق وادرك جيدا كيفية التعامل مع الجهات الامنية حتى نجحت فى النهاية فى نشر كتابى بمساعدة بعض الشرفاء من المصريين.
قررت ان لا انهزم ما دمت مقتنع اننى اؤدى خدمة لوطنى كنت ادرك تماما المخاطر التى يمكن ان تواجهنى فكنت مهدد بتلفيق اى قضية للاساءة لى او لاسرتى وكان ابنائى مهددون لكننى قررت ان اهزم اى خوف ونجحت فى ذلك.
ويستكمل العقيد عفيفى الحديث قائلا كان هدفى من الكتاب ان يكون دليلا لكل مصرى يحميه من اى تجاوز من الشرطة ويطلعه على حقوقه القانونية التى كفلها له القانون والدستور فضلا عن ذلك فقد رأيت ان علينا ترويض الفرعون المتمثل فى امين الشرطة او الضابط المتجاوز .. انا ارى ان وزارة الداخلية تسئ للنظام بما ترتكبه من انتهاكات لكرامة المواطن وبضيق الافق الذى تتبعه.
يكفينى اننى بالفعل انتصرت وخرج كتابى الى النور رغم ان مضايقات الامن وصلت الى الحد الذى هددوا فيه باعة الصحف من بيعه فكانوا يبيعونه فى الخفاء لكنه حقق مبيعات كبيرة للغاية.
واصبح الاعلى توزيعا فى سوق الكتاب الان فهو يباع الان فى مكتبات مدبولى والشروق وغار حراء وافاق وديوان وشادى والعربى ولدى باعة الصحف الذين تحدوا اوامر الامن انا لم اتوقف عند هذا الحد لكننى قمت بعمل 30حلقة على سيديهات وجارى تجهيزها على نفقتى الخاصة وتوزيعها فى الاسواق.