وأصبر على ما أصابك

واصبر على ما اصابك
الحق تبارك وتعالى سخر أعضاء الانسان ليعمل كل منها بعشر طاقته فى حياة الانسان الطبيعية وادخر باقى طاقة كل عضو وهى تسعة أعشار ليستفيد منها المؤمن الصابر فى الوقت المناسب فالعضلات تعمل ببعض طاقتها وعند الاستثارة تقوى عشرة أمثال طاقاتها الأولى وكذلك طاقات الجهاز العضلى والكبد والكلية ولذا نجد المؤمن الصابر فرحا مستبشرا عند تعرضه للطوارىء حيث تزداد طاقة انتاجه والنتيجة كما قال الله تعالى : { ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وان يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } .
وفى السنوات الأخيرة تم اكتشاف مادة كيميائية يفرزها المخ تسمى " أندروفين" يتم افرازها بدون مقابل الا مقابل الصبر وتزداد فى دم الانسان كلما زاد صبره وهذا اعجاز الخالق العظيم الذى وعد الصابرين بدرجات النعيم فتساعده هذه المادة على وقف الآلم وزيادة التحمل ومواجهة الصعوبات ولذا اطلقوا عليها " أفيونات المخ" .
وتنقسم أنواع الصبر الى الصبر على الطاعة بأدائها مهما كانت ثقيلة على النفس .
وصبر عن المعصية بعدم الوقوع فيها أيا كان اغراؤها .
وصبر على المصائب ومنها ما هو بدنى اضطرارى كالصبر على المرض أو بدنى اختيارى كالصبر على نؤائب الدهر ومشتهيات الطبع .
واذا كانت قلة الصبر هى التى أخرجت أدم وحواء من الجنة فأنهما لم يهبطا الا والصبر سلاحهما لمواجهة الحياة الجديدة ولولا فضيلة الصبر ما كانت أبوة ولا أمومة ولا كان للانسانية وجود ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين .
لاننسى أيضا أن الدعاء هو مخ العبادة كما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا
ان النبى صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له الى الله حاجة أو الى أحد من بنى ادم فليتوضأ ثم ليصل ركعتين ثم يصلى على النبى ثم ليقل " لا اله الا الله العليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمدلله رب العالمين اللهم انى أسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم اللهم لا تدع لى ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا حاجة هى لك رضا الا قضيتها يا أرحم الراحمين
أما عن شروط الاجابة فهى المآكل الحلال والاستغفار والتوبة النصوح ومجالسة الصالحين ورد المظالم لأهلها والصدقة .
ربنا اتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار .


وكذلك اجر المحسنين عند ربهم عظيم
** فله اجره عند ربه: المحسنين
يظن البعض ان المفهوم الدينى للاحسان هو مجرد التصدق على المحتاجين ولكن الصواب هو ان الاحسان أوسع وادق من ذلك بكثير فقد وردت كلمة الاحسان بلفظها هذا فى القرآن الكريم اثنتى عشرة مرة وكلها تشترك فى دلالة الخير كما فى قوله سبحانه " هل جزاء الاحسان الا الاحسان" او بمعنى احسان التعامل فى اداء الحقوق.

كما فى قوله جل علاه " فمن عفى له من اخيه شىء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان" اى اداء المستحق عليه دون مماطلة او نقص وقوله عزوجل: " فامساك بمعروف او تسريح باحسان " اى اعطاء حق المرأة المطلقة بالكامل وعدم ظلمها ومعاملتها بما يشق

عليها كما جاء الاحسان بمعنى حسن المعاملة والرفق والرحمة فى قوله تعالى" وبالوالدين احسانا" وكذلك جاءت الكلمة بمعنى السعى بين الناس بالصلح فى قوله تعالى بشأن المتحاكمين الى كعب بن الاشرف المنافق دون الاحتكام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى: " ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا"

اى اصلاحا بين المتخاصمين وجاءت الكلمة بمعنى الاخلاص لله تعالى وللدين فى قوله عزوجل " السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه " جاءت ايضا وتعددت مفاهيم الاحسان ومشاربه واتجاهاته عند المحسنين كما ورد ذكرهم فى كتاب الله فمنهم من هو محسن فى دينه مخلص فى ايمانه ويقينه كما قال الله تعالى " بلى من اسلم وجهه الله وهو محسن فله اجره عند ربه"

وكذلك المحسن بالمال والعطاء مثل قوله تعالى :

" وانفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين"

فالاحسان اذن وكما ترى من هذه الآيات القرانية المحكمة التى ذكرناها وغيرها كثير هو قيمة كبرى من اهم اهداف الرسالة الاسلامية السمحة فلا تنهض أمة ابدا الا بشعب يحسن عمله ومعاملاته ولا يتكامل مجتمع الا بقوم يحسن غنيهم الى فقيرهم ولا

يصبح اى فرد محبوبا الا اذا حسن ايمانه وسلوكه.

نسأل الله تعالى ان يوفقنا لنكون من المحسنين

اللهم صلى وبارك على اشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم